رأى سعادة السيد فؤاد أحمد الحاجي عضو مجلس الشورى أن الاستثمارات اللازم الخوض فيها أولا بين الدول العربية وافريقيا، تلك المتعلقة بالأمن الغذائي الذي تعاني منه كافة دول العالم، خاصة في ظل ارتفاع وتضخم أسعار المواد الغذائية بشكل كبير ومخيف جدا.
وأشار الحاجي في تصريح لراديو الإذاعة الوطنية المغربية على هامش مشاركة وفد مجلس الشورى بالاجتماع الثالث لغرف التجارة والصناعة في أفريقيا والعالم العربي, إلى أن الاستثمارات التكاملية بين الدول العربية والدول الإفريقية في قطاعات الإنتاج الزراعي تأتي ضرورتها في المرتبة الأولى لتحقيق الاكتفاء الذاتي للعالم العربي والإفريقي لتوفر المناخ المناسب والموارد المائية والمالية للطرفين وخصوصا ان هناك طلب غير عادي على المنتوجات الزراعية الطبيعية في الأسواق العربية يمكن للسوق الإفريقي ان يغطيها.
وقال الحاجي بأن الحاجة والأهمية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المجموعتين تكمن في توافر الموارد الطبيعية في كلتا المجموعتين التي يمكن أن تكمل إحداهما الأخرى، ولو تحدثنا عن الفجوة الغذائية في المجموعة العربية فنرى أنها تتسع عاما بعد عام وقد تصل حسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة الدولية "فاو" إلى 37 مليار دولار العام الماضي، حيث لم تحقق الزراعة العربية الزيادة المستهدفة في الإنتاج اللازم لمواجهة الطلب على الأغذية، وترى هذه المنظمة أن العجز الغذائي العربي ضخم ومخيف، حيث بلغ الاكتفاء الذاتي العربي بـ 50 % بالنسبة إلى الحبوب، و30 % بالنسبة إلى محاصيل السكريات، و30 % بالنسبة إلى الزيوت.
وأكد الحاجي دعم الدول العربية للتعاون والبحث عن سبل الاستثمار في افريقيا وتعزيز العلاقات العربية الأفريقية، مستدركا بأن ذلك يتطلب تظافرا وتعاونا أفريقيا لسن وتطبيق التشريعات التي تجمي الاستثمارات وأموال المستثمرين، متوقعا نشوء نشاط كبير لتكوين تكتلات اقتصادية إقليمية تنطلق من القناعة الراسخة أولا لدى الحكومات في أفريقيا بأن التحديات والمشاكل التي تعاصرها هي مشاكل معقدة وتواجهها كل الدول مثل الحروب الأهلية والهيمنة الاقتصادية والفساد الإداري والمالي وظاهرة غسيل الأموال والتدخلات الخارجية وأزمة الطاقة والمناخ والتلوث البيئي، منوها إلى أن الدول أدركت اليوم بأنه لا يمكن لدول أن تواجه كل هذه التحديات بمفردها ومن دون التنسيق والتعاون مع الدول الأخرى.